إعمل معروف.. ما تأمرش غيرك بالمعروف

 "قصة حقيقية.. بأسماءٍ مستعارة"

    الساعة العاشرة مساءً نقطة تفتيش على شارع الخليج العربي..

     طلب العسكري علي حيدر رخصة قيادة إحدى السيدات وبعد أن تأكد من صلاحيتها أعادها إليها ثم أخذ يتحدث معها طويلاً على غيرعادته..

سأله الضابط بعد أن فرغوا من التفتيش عن سبب ذلك فقال أنه أستوسم في وجه تلك السيدة خيراً فأخذ ينصحها أخوياً أن ترتدي الحجابالشرعي.. وأن السيدة كانت تشكره على نصحها وتذكيرها بالله..

     أثناء ذلك قاطعه زميله العسكري الآخر تركي مناحي قائلاً: "عزالله أنك ما نصحتها لخير" وأخذ يثبت بالحجج الشبه منطقية.. وبالأدلةالتي لا تلزم إلا مذهبه فقط بأن الواجب هو تغطية الوجه وليس الحنج..

     إحتدم النقاش و إرتفعت الأصوات ولا أعلم كيف وصل نقاشهم البيزنطي إلى المتعة والمسيار.. و أخذ كلٌ منهم ينبش في الجانب المظلملمذهب الآخر حتى كادت المشاجرة تنهي القصة التي إبتدأت بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..

    إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شيء جميل في المجتمع النبوي الآحادي.. حيث لم تكن هنالك مذاهب ولا إجتهادات فقهاء ولا محمدهايف ولا  خالد الشطي ولا فؤاد الرفاعي ولا ياسر الحبيب..ولم يكن يختلف أحد في تعريف المعروف والمنكر..

    أما في المجتمعات المدنية التعددية التي كفلت دساتيرها حرية الإعتقاد.. فلا يملك أحد أمر غيره بمعروف مذهبه أو نهيه عن منكر معتقده..

    ختاماً أعلم أن أغلب الردود ستكون عبارة عن كلمتين إنشائية ثم نسخ آيات من قوقل كقوله تعالى "كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه"

لذلك أختصر على من كان ينوي القيام بذلك أن يجيب أولاً على هذه الأسئلة..

أي معروف نأمر به وأي منكر ننهى عنه؟

هل هو معروف السنة أم الشيعة؟

هل هو منكر سالم الطويل أم محمد العوضي؟

هل نأمر النساء بالحجاب أم بالنقاب؟

ولماذا يكون معروف شيخك الصحيح وليس معروف شيخ غيرك؟